Duration 3:54

لقد وَصَلتَ إلى وِجهتِك | العمل الصالح

8 286 watched
0
776
Published 25 Nov 2021

كل سائر إلى الله - عز وجل - يتقلب بين حالين: التزام عمل صالح يقربه إلى الله تعالى ومرضاته، وترك عمل فاسد لا يحبه الله ولا يرضاه. وحال السائر إلى الله في ذلك يشبه حال المسافر من بلد إلى آخر. فالمسافر يدفعه هدفه المنشود من دراسة أو عمل إلى الانتقال من مكان إلى آخر، مستصحبًا في أول الطريق وآخره هدفه من رحلته، والسائر إلى الله تعالى يدفعه مطلبه إلى امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى عنه، وهدفه من ذلك هو مرضاة الله تعالى، وأن يحيا بعمله الصالح حياةً طيبةً. والمسافر يتجهز لسفره بالأسباب المادية التي هيأها الله له، كالسيارة ذات المواصفات الخاصة ونحوها، والسائر إلى الله تعالى يتجهز بالأسباب المعنوية التي تدفعه أثناء سيره، وتحفزه على متابعته، كاستحضاره الترغيب في فضل العمل، أو الترهيب من فواته، وعلمه بخطورة الذنب وشؤم المعصية، واستشعاره الحياء من الله، وحلاوة ترك الذنب. وكما أن سيارة المسافر يستحيل أن تعمل دون محرك قوي مزود بالوقود والزيت، فكذا السائر إلى الله تعالى يستحيل أن يتابع سيره دون قلب يتزود بمعرفة الله ومحبته، ومشاهدة نعمه وآلائه وآياته، وكما أن محرك السيارة يحتاج إصلاحه وتليينه وتنظيفه إلى المعدات التي تناسبه، فكذلك القلب يحتاج إصلاحه وتليينه وإزالة رواسبه إلى فعل الصالحات، واجتناب الموبقات. ولا بد في هذه الرحلة من ضبط المسار، والسير عن علم وبصيرة، ولن يكون السير في الطريق الصحيح إلا بالإخلاص، والمتابعة. وعلى طول الطريق، وعبر جميع محطاته: يجب على السائر الاستعانة بالله تعالى، والتبرؤ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته، والصدق في طلب العمل الصالح، واجتناب العمل الفاسد، وطلب العزيمة على الرشد، والصبر والمجاهدة، وعدم استعجال النتائج، والاستعاذة بالله من العجز والكسل. ولا بد مع هذا كله من ضبط عامل السرعة؛ فالإبطاء يؤخر السائر عن مطلوبه، وزيادة السرعة تورد المهالك، والاعتدال مقصد شرعي عظيم. وكما أن المسافر قد يضل الطريق فيحتاج إلى خبير بالطريق يرشده، فكذلك السائر إلى الله تعالى يحتاج إلى قائد يهديه الطريق، وذلك القائد هو رسول الله - ﷺ -. وإذا كان المسافر يحتاج إلى صحبة تؤانسه، ورفقة تعينه على مشقة سفره، فصحبة السائر إلى الله تعالى هم أصحاب النبي - ﷺ -، والصالحون ممن تبعهم بإحسان. كل هذه الأسباب بعد توفيق الله تعالى وتسديده: تجعل كل سائر إلى الله تعالى يصل إلى وجهته الصحيحة بغنيمة وسلام. قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين). (العنكبوت: 69) لقد وصلت إلى وجهتك ! يمكنكم متابعتنا عبر المنصات التالية: - الصفحة الرسمية على فيس بوك: https://www.facebook.com/Mobdeoon.Motion - الحساب الرسمي على تويتر: https://www.twitter.com/MobdeoonMotion - الحساب الرسمي على إنستجرام: https://www.instagram.com/mobdeoon_motion كما يمكنكم الاشتراك بقناة اليوتيوب، ولا تنسوا تفعيل الجرس، ليصلكم كل ما هو جديد.. http://bit.ly/2Pbyz9d

Category

Show more

Comments - 65