Duration 3:33

مقابلة مع المختار ولد داداه حول طبيعة الروابط بين المغرب وسكان موريتانيا

112 watched
0
2
Published 5 May 2021

في مقابلة إذاعیة تم إجراؤھا وبثھا یوم 8 سبتمبر 1960 ،أي قبل إعلان استقلال الجمھوریة الإسلامیة الموریتانیة بنحو ثلاثة أشھر، رد الرئیس المختار ولد داداه على سؤال للصحفي جان لاكوتور حول المطالبة المغربیة بموریتانیا وأساسھا التاریخي واللغوي، قائلا إن الحجج التاریخیة في ھذا المجال لا تساوي شیئًا على الإطلاق، إذ لا یمكن في عالم العلاقات الدولیة المعاصر بناء ادعاء على أساس مبررات من التاریخ. وتساءل: ماذا سیقول الفرنسیون والألمان إذا ما احتج الإسبان بالماضي وأشاروا إلى فترة معینة من التاریخ وقالوا إن شارلمان (المعروف أیضاً باسم شارلكان أو شارل الكبیر)، وكذلك شارل الخامس، قد بسط سیطرتھ على معظم أوروبا ذات یوم، مما یجعل فرنسا أو ألمانیا الحالیة جزءاً من إسبانیا أو تابعاً لھا؟ إن الأساس التاریخي لحجج المطالبة المغربیة أساس خاطئ، یقول المختار، قبل أن یضیف: لم تفھم الإمبراطوریة الشریفیة طبیعة علاقتھا بموریتانیا؛ وأنھ إذا كانت منابر تینمبكتو قد عرفت الخطبة أو الدعوة للسلطان المغربي لبعض الوقت، وھي حقیقة تاریخیة لا ینكرھا أحد، فإن ذلك لم یحدث في موریتانیا قط، لا في وادان ولا في شنقیط ولا في أطار ولا في تججكة ولا في تیشیت ولا حتى في ولاتة.. وھي المدن التاریخیة الموریتانیة التي كانت في ذلك الوقت مأھولة وتشكل مجال حیاة حضریة. وإذا كان للحجة التاریخیة أن تكون مفیدة في عالمنا الحالي فإنھا بالأحرى ستكون لصالح موریتانیا، حیث لا یوجد أي مھتم بالتاریخ یجھل ملحمة المرابطین أو حقیقة كونھم موریتانیین غادروا محیط نھر السنغال، وخاصة المنطقة القریبة من عاصمتنا الجدیدة نواكشوط، لیعبروا الصحراء ویؤسسوا مدینة مراكش. ثم یوضح: إن أشرنا إلى التاریخ وانطلقنا منھ، فإن موریتانیا ھي التي ینبغي أن تكون لھا مطالبات حیال المغرب، لكنھا لیست إمبریالیة ولا ترید مطلقاً التصرف على ھذا النحو. وفیما یتعلق بالحجة اللغویة یوضح المختار أنھا أیضاً لا قیمة لھا على الإطلاق، ویقول: أنا أتحدث إلیكم بالفرنسیة وثقافتي فرنسیة، لكني لست فرنسیاً لأن اللغة لا تجعلني فرنسیاً، وكذلك البلجیكیون یتحدثون الفرنسیة والسویسریون یتحدثونھا، ومع ذلك فالسویسریین سویسریون والبلجیكیون بلجیكیون. كما أن الأمیركیین یتحدثون الإنجلیزیة لكنھم لیسوا إنجلیزا. ثم یتساءل: في الإطار العربي نفسھ، لماذا تكون حجة اللغة كأساس للمطالبة بالضم والإلحاق صالحة ضد موریتانیا فقط، ولیس الجزائر أو تونس أو الجمھوریة العربیة المتحدة أو العراق؟ ویقول: إن جمیع الدول العربیة تتحدث نفس اللغة، وتنتمي إلى نفس الحضارة، وغالباً ما تكون نفس المجموعة العرقیة، لكن كل دولة عربیة تحرس استقلالھا وتحرص علیھ بغیرة كبیرة. بالتأكید لدینا ثقافة عربیة ھي فخرنا وسمعتنا في جمیع أنحاء العالم. ولطالما عرف المشرق العربي أھل شنقیط وعرف أنھم یختلفون عن أھل مراكش. عندما یذھب أحدنا إلى مكة المكرمة أو المدینة المنورة، ویسأل عن الشناقطة فسیظھر لھ الموریتانیون ولیس المغاربة. وعندما یسأل عن المغاربة أو أھل مراكش فلن یظھر لھ الموریتانیون. اختلاف المدینتین، شنقیط ومراكش، یحدد تباین السكان واختلافھم في الھویة. وعلى الرغم من الانتماء إلى نفس العرق، ونفس الدین، ونفس الثقافة.. فإننا مختلفون تماماً عن المغاربة.

Category

Show more

Comments - 1